الأسطُورة في حفريَّاتِ الخطاب الشِّعريِّ المعاصر بينَ ثراءِ التراثِ واستعاراتِ الحداثةِ.

الملخص

لطالما عوَّلت الشِّعرية العربيَّة على تكوين بنيات أسطوريَّة مستقاة من حضارات إنسانيَّة عريقة، وهذا ليس طبعا من قبيل الاستئناس بالأزمنة البائدة ، ومحاكاة المحطات الأولى للتَّاريخ البشري بفكره البدائي و مفاتحة طقوسه الثقافية الخصبة، وإنما تفعيلا للقصيدة المغايرة التي ترتكن إلى الأسطورة  بغية تأسيس أنماط خطابية تتجاوز مقرَّرات الزَّمن وتتَّخذ ممَّا لفظته الأسطورة من قصص متواترة وسيلة للبوح عمَّا يعتمل الشَّاعر من رؤى وجوديَّة وسرديات مخالفة للحقائق التاريخيَّة والسياسيَّة التي يدَّعي المتلقي العربي يقينيَّتها المطلقة، وتخضعُ عملية استحضارِ الأسطورة وتعويمِها في حفرياتِ الخطابِ إلى عمليَّة بالغةِ التعقيدِ تستجوبُ من المبدع الإحاطةِ بالمنابتِ الأصولية والتراثيَّةِ للأسطورة من جهةٍ، وترميمِ أنساقِها الحضاريَّة من جهةٍ أخرى، وهذَا بغية توضيبِها في مقرراتِ القصيدةِ إذعانًا لموقفٍ إبداعيِّ طارئ يستوجبُ التقنيعِ بدلا عن الظهور، الاستعارة بدلا عنِ الاسترسالِ، ولهذا تهفو ورقتنا البحثيَّةِ إلى استشفاف الأسطورةِ ، وآلياتِ نمذجتِها في حفرياتِ الخطابِ الشعريِّ العربيِّ المعاصِر.