آليات التشكيل البصري في ديوان (شرق الشمس وغرب القمر) لمحمد الفيتوري
##plugins.themes.academic_pro.article.main##
الملخص
تعد ظاهرة التشكيل البصري في الشعر من الظواهر الحداثية، التي تعمل على إعطاء النصوص بعداً بصرياً، ورؤية جمالية وفكرية من خلال ما تحمله الألفاظ من معاني إيحائية وأبعاداً فنية ودلالية لها أثرها الكبير على المتلقي الذي يرصد معالم هذا التشكيل في قصائد الشاعر.
وعليه فقد تم تسليط الضوء في هذه الدراسة على ديوان (شرق الشمس وغرب القمر) للشاعر محمد الفيتوري، لما يحمله من رؤية حسية، وإضاءات فكرية، وآليات التشكيل البصرية المتمثلة في الفضاء الطباعي للغة، ولعبة السواد والبياض، وعلامات الترقيم، علامات الحصر، والعناوين، ومحور تشكيل السطر الشعري (التفاوت الموجي) والحذف.
فهذه الآليات هي مزيج بين ما هو حقيقي (واقعي) وما هو خيالي، وبين ما هو مرئي واللامرئي، حيث يمكن تحليلها وتأويلها بحسب وجهة نظر القارئ، ذلك لأن التشكيل البصري عند الفيتورى هو كتابة، ورسم، ولون، وخط، وفضاء شعري يحاكي الذات، ويجسد الإدراك الحسي والتبصر في المعطيات التي تعكس واقع الحياة المعاصرة، ووصف التجارب الذاتية، وحالة الأوطان، والغربة والاغتراب والحروب والثورات، وغير ذلك، وهذا كله يحتاج إلى فن التعامل مع فضاء الورقة بتقنيات حديثة، تعمل على بث روح التجديد والابتكار الذي يواكب تطور العصر.