بقلم/ سارة عبيد
يتناول المقال : التعليم المفتوح، ومفهومه، وتاريخ نشأته، وفلسفته.
التعليم المفتوح :
هو فلســـــفة تركز على الطريقة التي يجب على النَّاس من خلالها إنتاجُ المعرفة، والمشاركة فيها، والبناء عليها.
يعتقد أنصـــــــار التعليم المفتوح أنَّ جميع الأفراد في العــالم يجب أن يحصلوا على خبرات وموارد تعليمية عالية الجودة، ويعملون على إزالة الحواجـــز التي تحول دون تحقيق هذا الهدف.
مفهوم التعليم المفتوح:
التعليم المفتوح هو نوع من التعليم بدون متطلبات القبول الأكاديمي، وعــادة ما يتم تقديمــه عبر الإنترنت، وهو نوعيـــــة من التعليم تتيـــح الوصــول إلى التعـــلم والتدريب المقدم تقليديًّا من خلال أنظمة التعليم الرســمية. ويشير المصطلح “مفتوح” إلى إزالة الحواجـز التي يمكن أن تمنع كلاً من الفرص والاعتراف بالمشــاركة في التعليم المعتمد على المؤسسات.
أحد جوانب انفتاح أو “فتح” التعليم هو تطوير واعتـــماد الموارد التعليمية المفتوحـــة؛ فالممارسات المؤسسية التي تسعى إلى إزالة الحــواجز التي قد تعوق تلقي بعض الأفراد في سن معينة للعلم؛ هي أحد أهم ممارسات التعليم المفتوح، والتي توفر قدراً من التسهيلات؛ مثل المرونـــة في شــــروط القبول الأكاديمي لبعــــض الطـــلاب من كبار السن.
تاريخ التعليم المفتوح:
حتى قبل تطوير الكمبيوتر كان الباحثون في الجامعــــات العامة يعملون على تثقيف المواطنين من خلال برامج التعليم غيـــــر الرسمي، وقد ظهرت البواكير الأولى لهذه الاستراتيجية التي عُرِفت بعد ذلك باسم التعليم المفتوح في أوائل القرن العشـــرين بالولايات المتحدة الأمريكية، عندما تمّ تشكيل نوادي المشاركة الشبابية المجتمعية التي علَّمت الشباب أحدث التطورات التكنولوجية في الزراعة والاقتصاد المنزلي.
إنَّ النجـــــاح الذي حققه الشــباب في استخدام الأساليب “الجديدة” في الزراعـــة، وفي الاقتصاد المنزلي، قد دفع آباءهم إلى تبني نفس الممارسات.
ومع انتشـــــار هذه الفكرة في جميـــــع أنحــــــاء البلاد، أقرَّ الكونغرس قانونًا خــاصًا لتأسيس خدمة الإرشاد التعاوني في وزارة الزراعة الأمريكية.
تُعَدُّ خدمة الإرشــــاد التعاوني شراكة بين وزارة الزراعة الأمريكية والجــامعات لمنــح الأراضي في كل الولايات والمقاطعات في جميـــــــع أنحاء الولايات المتحدة، ومن ثم ومن خلال عمل الخدمات الإرشادية التعاونية ونوادي المشاركة المجتمعية؛ تمتع النـــاس في جميع أنحاء الولايات المتحدة بإمكانية الوصول الســـهل وغير المكلف (في أغلب الأحيان مجانًا) إلى أحدث الأبحاث التي أُجريت في الجامعات التي تُمنَح دون الحاجة إلى زيارة الحرم الجامعي، أو الالتحاق بالدورات الجامعية، وهو ما شكَّل نواة التعليم المفتوح بمفهومه الحديث.
فلسفة التعليم المفتوح:
يرغب الأشــــــخاص الذين يشـــاركون في عمليــــة التعليم المفتوح في إجـــــراء تحقيقات حـــــول الموضوعــــــات المحتملة للدراســـة، والحصول على خبرة تعليمية عملية بدلاً من التعليم الذي يركز على الكتب بشكل صارم، لتحمل المســــــــؤولية عن قراراتهم التعليمية، ولتجربة الجانب العاطفي والجسدي للتعليم، فضلاً عن فهم كيفية ارتبــاط التعليم والمجتمع، وامتلاك خيارهم الشخصي في تركيز دراساتهم الصفية.
وتركز فلســـــــفة التعليم المفتوح على التعلم الذاتي للطلاب، وترى أن المعــــلم يصبح مساعدًا بشكل أكبر؛ حيث يجب على المدرسين مراقبة وتوجيه وتقديم المواد للمتعلمين بشكل مبسط،، وتسهيل عملية التعلم وليس السيطرة عليها.
التعليم المفتوح متفائل في الاعتقــــــاد بأن حرية الاختيار واتجاه الطلاب ســـيعززان نوعية أفضل للتعلم، فضلاً عن زيادة مشاركة جميـــع أعضاء المجتمع، وتحسين فهم واستبقاء المواد، وإتقان المهــــــارات، وزيادة الحماس الذي يمكن أن يحـــفز المشاركين على التعلم المستقل.
المصدر: موقع مكتبتك